الثلاثاء، 11 أغسطس 2009

في ولا مافي .. وورقة التوت

قرائي الأوفياء ، في البدء اود الاعتذار عن العنوان الأشبه ( بالخبيصة ) أعلاه . ولكن اشعر اني مشتتة ، لا اعلم من اين ابدأ قولي هذا . ولكن لنقل ان بوادر كتابتي لهذا المقال ، قد ظهرت منذ يومان . منذ ان اصيبتا اختاي الصغيرتان بعوارض انفلونرا الخنازير .اختاي الصغيرتان ليستا صغيران كثيرا ، فأحداهما اصغر مني بعامان والاخرى بثلاثه اعوام . قبل ليلتين حين كنا نتناول العشاء سوا ، كانت اختي ( سميحة ) وهذا هو الاسم الذي ننرفزها به ( مع احترامي لكل بنت اسمها سميحة ) بس اختي لاتحب هذا الاسم ، لهذا نكايه بها نناديها به . سميحة المسكينه كانت عيناها تدمعان ولم تكمل عشاءها ، المسكينه عندها حمى وحالتها حالة . ، اما اختي ( مريول ) فكانت من وهن الحمى صامته ومستطلة تنظر الى العدم .لم استطع تمالك نفسي ، واهمال اخواتي ، فقلت لسمحية :
مسقطيه الهوى: سميحة ،، لازم تروحي تفحصي ، ليكون لاسمح الله انفلونزا الخنازير ، انا قلبي ما مطمن ابدا .
سميحة : اوووه منك مسقطيه ، ماعندك سالفه .
( وبعد ان حريتها بعين )
سميحة - مستدركة - : يا مسقطيه اوعدك اذا صارت حالتي أسوء بروح ، لاتحاتي انتي بس .
مسقطيه - تصرخ - : ايوا ،، قتلينا كلنا بالاول وبعدين روحي حضرتك فحصي .
بتروحي غصب عنك سامعه .
المهم سميحة ومريول طنشوني وماراحوا يفحصوا امس ، و البارحة كل وحده فيهم تأن من صوب ، وانا رحت انام غرفه ثانيه بس لأن بالي مشغول عليهم كنت اطل عليهم تقريبا كل ساعه ، وما قدرت انام . الأمر الذي خلاني مااسمع المنبه لما رن وداومت الساعه 10 ونص ، كأنها وزارة ابوي . اكيد ماسلمت من الحسد العماني ، ونظرات الحقد ، والهمزات واللمزات ، ( البطرانة ، لو ماداومت ) ( بدري عليك مسقطيه تو الناس )...........
وانا عاطيتنهم ابو الطاف . اول ما وصلت المكتب طلبت قهوتي البلاك المركزة ، قلت اريح اعصابي . يا حليله خميس حب يطمن علي ، وهو يهم لوضع القهوة امامي سألني : سلامتك مسقطيه ، انشالله خير ، ما بالعادة . اول مارفعت عيني عليه ، ما اعرف ايش صار، ارتجف و كب القهوه على الطاولة وعلى الفاكسات المهمة الي عليها كلمة ( عاجل جدا) . يعني اليوم من اوله نحس . قلت امسكي نفسك يامسقطيه ، لما تندلق القهوة بهذا الشكل ، انشالله يكون فال خير . خميس المحترم ماخلا كلمة اعتذار . قلت له : ياخميس ، تحصل مافيها شي . صار خير . المهم راح خميس ، وكل ما صادفته في اي ممر ولا اي مكتب يقولي : اسمحيلي مسقطيه ، ماقصدي .صحيح انه طفرني ، بس قلت قمة في الذوق هالخميس ياريت كل الزملاء كذا .المهم لاحظت ان مامن قسم في الوزارة يخلو من حالة من الانفلونزا . وانا يدي على قلبي . المهم خلص الدوام بسرعه . وكيف مايخلص بسرعه واما مداومة 10 ونص . رجعت البيت ، واول شي سويته اني ادور على خواتي . باب غرفتهم مسكر ، ادق عليهم : فتحوا ،هذي انا . مريول ترد : " مسقطيه ما نقدر نفتح الباب " . وانا على نياتي : " ايش ضيعتوا المفتاح مره ثانيه " . ترد سميحة بدل مريول لأن انتابتها نوبه من الكحة المتواصلة ." مسقطيه احتمال كبير يكون عندنا انفلوزنزا الخنازير ، خبرونا مانطلع مكان وما نختلط بأحد لين ماتطلع النتيجة ، المهم الوالدة تخبرك كل السالفه " . نزلت اشوف الوالدة ، وبعد تقديم مراسم الولاء والطاعه ، والتي تتمثل : ببوسه على اليد اولاً، تليها بوسه على الراس . سألتها : " اخبارك بنت محمد " . ردت : " الحمدلله الحمدلله ، روحي عني مافي (بارظ) حالش ( التو ) " . مسقطيه ( متخزية ) : " ليش عاد ، انا مابنتك الكبيرة ، انا ما اول واخر العنقود " . بنت محمد - بعصبيه - " من هين اخر العنقود جبتيها ، احيد عندك خوات ، وياحليلهم مريضات " وجلست بنت محمد تبكي . اكيد قلبي تقطع وهي تحكي السالفه :
رحنا اليوم المركز الصحي ، ماشفتي الزحمة ، امة لا اله الا الله كلها هناك . وبعد ما انتظرنا قالولي لاتطلعيهم 5 ايام ، وهذا دوا . احتمال كبير عندهم الفيروس . خبرناهم وليش مانعرف الحين النتيجة . ردوا علينا ، النتيجة بتاخذ لين ماتطلع 3 الى 5 ايام . المختبرات عليها ضغط كبير ، لكثره الناس الي تراجعنا يوميا . والحين نحن بنجلس على اعصابنا هالكم يوم . الله يعينا .
انا نفسيا توترت ، والله يعين الناس الي للحين تنتظر نتيجة الفحص وتتسائل مثلنا :" في ولا مافي ؟!! "
واخيرا هو اختبار صعب تخضع له وزارة الصحة . واظنه سيسقط ورقة التوت عن هذه الجهة ، التي لم تنجح في اخفاء سوءاتها . اممم كأنه اختبار جامعي لطفل في الحضانة . كل المساعي مشكورة ، ولكننا نقول :" لانحتاج لوباء ، لفضح عدم جاهزيتنا" ، الموضوع اكبر من كذا ، الموضوع ان وزارة الصحة زودتها واجد ، والقادم لا اظنه سيكشف عن نتائج مبهرة ابدا ، ان كان هذا مانراه الآن !
وفي الختام ، ادعوا لخواتي ولجميع المصابين في وطننا الغالي بالشفاء العاجل . وجنبني واياكم شر هذا الفايروس . والله المستعان .
وسأحاول ان انام ، واظن النوم لن يقترب مني هذه الليلة ايضا ، ولكني سأستدرجه إلي . وعوضا عن عد الخرفان ، سأردد حتى انام: " في ولا مافي ؟! .. مافي ولا في ؟؟!! في ولامافي ؟!! مافي ولا في ؟!...................

معاني بعض المفردات العامية الواردة اعلاه :
بارظ : سعة نفس ، ومزاج رايق يكفل التعاطي مع الاخرين .
التو: الان ، في هذه اللحظة .
متخزية : من الخزي " احساس بالخجل والفشلة " .