الاثنين، 15 يونيو 2009

يا حبكم .. للطنة والرنة
















(ندوة مخرجات التخصصات التربوية ، وفرص التوظيف )


بدأت بالامس وعلى مدى يومين الندوة الخاصه بمخرجات التخصصات التربوية وفرص التوظيف بفندق قصر البستان، تحت رعاية معالي الدكتور : يحيى بن محفوظ المنذري . تتناول الندوة العديد من القضايا الخاصه بالمخرجات التربوية ، والتي بدأت تشكل مشكلة جدية ، حيث ان سوق العمل لم يعد قادرا على استيعاب العدد الهائل من هذه المخرجات. والأرقام تشير الى انتظار 7000 دورهم في التعيين . هذه المشكله وكما قال وكيل وزارة التعليم العالي ، احد اسبابها يعود إلى اصرار من المجتمع نحو تشجيع وارسال ابناءهم لدراسه التخصصات التربويه ظنا منهم ان العمل مضمون . كما ان الكليات والجامعات الخاصه ساهمت بشكل او بآخر بإزدياد اعداد هذه المخرجات عبر فتح الكليات التربويه وتمنح فرص التأهيل التربوي . هذه كانت نبذه بسيطة حيث اني شاهدت بشكل عابر مقتطفات من هذه الندوة.



الحوار امتاز بالشفافية والطرح الصريح ، وهذا من معاناه حيث ودون مبالغه قد تشترك معظم العوائل في سلطنتنا الحبيبه المعاناة في توظيف احد افرادها . وحيث اننا لا نأمل ان نسمع في هذه الندوة ايه كلمة اعتذار او تراجع عن مواقف سابقه ، فنحن نتعامل مع منزهين عن الخطايا كالعادة . والأنكى من هذا ان نسمع العبارة التي أوصلتنا لهذه المشكله تتكرر . فعبارة " إحتياج سوق العمل ، وتوجيه الطلاب لدراسه مايريده سوق العمل " هي اساس المشكله . فسوق العمل مهما بدا واعدا وقادرا على استيعاب العديد من التخصصات لا بد ان يتشبع يوما ما !! . على سبيل المثال : نادوا إلى دراسه علوم التكنولوجيا والكمبيوتر ، فأصبح الكل يجري وراء هذه التخصصات أحبها او لم يحبها ، لا يهم فسوق العمل يريد . والنتيجة مخرجات ضعيفة قد تحصل على وظيفه وقد لاتحصل . وكذا الحال بالنسبه للعلوم الإداريه والمالية ، وغيرها من التخصصات . ماذا لو درس كل فرد مايريد ؟ يقولون : بعض التخصصات غير مجدية وليس هناك سوق عمل لها . وانا ارد " على الاقل ما بيتكدس عندكم 7000 شخص ينتظروا وظيفة ، وانتو تصرخوا للحين سوق العمل وسوق العمل " سوق العمل لو كان يتكلم قال : خلوني فحالي ما اريد شي . لو كل شخص درس إلي يريده ، هالشي بيخلق توازن ،و مافي مجال بيتشبع ويتحمل أكثر من طاقته ، بالإضافة إلى ان الشخص بيكون مبدع لأنه درس شي يحبه . تخيلوا 7000 معلم ومعلمه ، تتوقعوا كم منهم يستحق تشريف هذه المهنة وبالفعل يستاهل يحمل هالرسالة ؟!!!!

والحين بسلط الضوء على المجتمع المذنب الثاني في هذه القضية .

يقولوا : نريد بناتنا يكونوا مدرسات لأن اول مايحصلوا شهادة الشغل ينتظرهم ( من قالكم ؟؟؟!!!!)
يقولوا : مانريدهم يشتغلوا في اماكن مختلطة ، التعليم احسنلها . ( اسمحولي بس تخلف ، لأن ما يمر يوم ماتشوف رجال سواء كان ولي أمر ، ولا موجه ، ولا سايق باص... الخ ، ولو اختلطت ايش يصير ؟ المرأة العمانية في الماضي عمرها ما عزلت نفسها عن الرجل ، وكل هذي التقليعات جديدة على مجتمعنا بدءا من العبايه وصولا الى عدم الاختلاط وغيره ، المجتمع كان اكثر انفتاحا في السابق . واكبر دليل الدفعه الاولى لجامعه السلطان كانت دفعه مميزه والبنات والشباب تعاونوا مع بعض كأخوه ، واليوم نرى الكثيرين منهم يتقلدون مناصب مشرفه . اما اليوم فأنا في صدمه . رغم اني لم اتخرج من جامعه السلطان الا انني حضرت العام الماضي ندوه خاصه بالترجمة ، وكانت لدي مداخلة فطلبت المايكروفون وطرحت ما اريد . استغربت من ان معظم الحاضرات قمن بكتابة تساؤلاتهم على ورقه!!! في المقابل كنت ارى النظرات التي تسرق خلسه بين الشباب والبنات والمسجات والبلوتوث الشغال بين الطرفين !!!! قمة التناقض ! ماعلينا هذا مو موضوعنا .




المجتمع ايضا كان يرى في وظيفه الفتاه كمدرسه نوعا من الاسقرار ، غير ان توجه وزارة التربيه إلى اقصاء العديد منهم بعيدا عن اماكن عيشهم ، خلق مشاكل عديدة لاتخفى على احد . فعلى سبيل المثال هناك شاغر لمدرسه لغة انجليزيه في صحم ، تقوم الوزاره بإرسال مدرسه اللغة الانجليزيه الصحماويه إلى صلاله ، وبنت صلاله ستدرس اللغه الانجليزيه في صحم ! لا اعلم اهي سياسه عقاب ام ماذ؟




اثناء دراستي في احدى الدول العربيه ، كنت اعلم ان والد اكثر من فتاه قام برهن ارضه من اجل تعليمها لتكون مدرسه لاتختلط بالشباب. وهي تسافر وتختلط بمن تشاء دون محرم وغيره .




احيانا من شدة الغضب اقول يستاهلوا ، فالمجتمع لابد له ان يتغير ، لابد ان اليوم آت ليحمل شعله التعليم من يستحقها ، وليس كل من تخرج بنسبه 99% حين نسأله ايش بتدخل . قال : كلية التربية !!!! معقوله كل المخرجات مهووسه بمهنة التدريس! لا اظن .


حقا لا اعلم ماذا اقول هنا ؟ مازلنا نردد :" سوق العمل يريد ويريد" ، وسوق العمل لايريد شيئا سوى ان تحلوا عنه . بمعنى ان يدرس كل شخص ما يريد ويتميز في مجاله . لن يكون هناك تشبع في اي مجال. خلق التوازن مهم وهذا لايتأتى سوى بأن يبدع كل شخص فيما يريد وليس كما يريد سوق العمل . في الدول الغربيه التي نبنى منها حتى مناهجنا الجديدة " كالتعليم الاساسي وغيره " رغم ان هذه الدور اقرت انها مناهج فاشله واخرجت مخرجات ضعيفه ، نحن في المقابل مازلنا مصرين ان نجرب شيئا اقر اصحابه انه فاشل . كما ان الدول المتقدمه لاتسمع بها عباره " سوق العمل يريد ويريد" لهذا كل مجال تراه يزخر بالمبدعين ولايوجد تكدس من الباحثين عن عمل في اي مجال. ولاتجد معلما نجح " بالدز" ليدرس التلاميذ المساكين الذين كل ما سألوا عن معلومة قالهم لهم " بحث ذاتي واستخدموا النت" . هناك المعلم معلم ، والطبيب طبيب حقا ، يفني كل طاقاته في سبيل مهنته التي احبها .










امر اخر لايجوز اغفاله ابدا ، الكل يعلم ان وزاره التربيه احد اعلى الوزارات الحكومية في المخصصات الماليه . ورغم ماتبذله الوزاره فهناك صرف غير مبرر ابدا ! فبعد ان كان يوم التربيه في السابق يحتفل به في مسرح " دوحة الادب للبنات" . اصبح اليوم يحتفل به في كل منطقه على حده . تكريم التربيه والتعليم لايكون بإحتفاليه رقص تستمر ساعات معدوده ويصرف عليها عشرات الالاف . نحن عدينا مرحله الطنة والرنة ، ايام زمان كنا محرومين من التعليم ، ولكن هذا لايعني اننا سنستمر بالرقص كلما فتحت مدرسه جديدة او طريق جديد. كان الاجدر بمئات الالاف التي تصرف على احتفاليات هذه الوزاره ان تسخر في اشياء اخرى . فالكثير من المدارس النائيه لاتحوي صفوفها ماتحويه غيرها من المدارس في المدن . وعوضا ان تكريم طفله متميزة بأكواب، نهديها كتاب او دوره في الكمبيوتر ! .






ياحبكم للطنة والرنة ..



توقيع اليوم " خلوا الرقص ينفعكم "



تفاصيل الصور :

التقاط مسقطيه الهوى

الاثنين 15-6-2009