الأحد، 15 أغسطس 2010

فرصاد

في اطار المساعي للحفاظ على الخصوصية العمانية ..
قررت ان أحيي كلمة ( فرصاد ) وان اسمي نفسي ( فرصادة ) في سلسلة من ليالي سميتها 40 ليلة وليلة .
- لغير العمانيين :
الفرصاد هو شجرة ثمارها توتية (هههه ) من فصيلة التوت ، نسميها فرصاد وهي حمراء قانية اللون . لذيذة الطعم، فيها حلاوة ممزوجة بحموضه خفيفة ..

وما اعرف ليش احس نفسي وانا أوصف ابن بطوطة


سأحاول ان اضع قريبا صورة لثمار الفرصاد لتتعرفوا عليها بشكل أفضل .
- لماذا الفرصاد ؟!
لماذا لم اكتب عن النخلة ياترى ؟!
لأن النخلة بصراحة ماخذه ( الجو ) عن كل الاشجار الثانية ، واضواء الشهرة كلها مصوبة على النخلة . وكل شي عن النخلة ، تربينا على كتب للأطفال معنونة ب ( أمنا النخلة ) و ( عمتنا النخلة ) و ( خالتنا النخلة ) لحد ما الواحد فينا شك انه ( فسيلة ) ما آدمي .

خلاص انا قررت ان اسلط الاضواء على كل شي مهمش وجميل ونحبه وما اخذ حقه من الشهرة .
يعني ايش فيها ( الفرصادة ) او ايش فيها ( البيذامة ) او ايش فيه ( النبق ) كلها اشجار جميلة وثمارها تجنن . ويا سلام لو توسعت اكثر ووصفت ( الكيذاة ) تلك النبته ذات الرائحة الفواحة . حاليا انا بتكلم عن الفرصادة وانشالله إذا الله سهل علي ّ بتكلم عن بقية المهمشين في الارض .
خلاص ماما نخلة انا قررت اني لن اعيش في جلباب أبي ........

حسنا أعود الى السؤال : لماذا فرصادة تحديدا؟ .

لأن الفرصاد نبات رقيق فيه ترف وحساس وممكن بقبضة قاسيه منك يندعس في يدك وتتلطخ يدك بلونه القاني ، لتعرف مدى غلظتك و انك جلف وشرير وقاسي وما مال دلع وفرصاد وتوت ، واحسن تروح ( تجدّ) نخل . أما من يعرف قيمة الفرصاد الحقيقية ، فأنه سيتوجه الى غصن الفرصاد بكل دعة ، وسيدلي راسه اسفل الغصن المحمل بالفرصاد ، وسيفتح فمه الجميل ، وسيقرب اسنانه اللامعه من حبة الفرصاد وسيقضمها وهي في غصنها . لا ضرر ولا ضرار . لكي لا يقسو عليها بقبضة يديه خصوصا ان كان من ذوات الايادي الشبيهه بالحوافر ، مافي داعي ابدا يعذب كائنات الارض الاخرى بسببها .
أكيد التصوير اعلاه في اكل الفرصاد مجرد أماني وأحلام أتمنى انها تتحقق . لكن اضعف الايمان ان الشخص فينا اذا شاف شجرة فرصاد ، يروح يقص أظافره ويرتبها وبعدين يقطف كل فرصادة بحب وحنان بدون ما تتهشم المسكينة في كفه .
أكيد تحسوا اني أبالغ . بس إلي يحب الفرصاد بيقول اكثر من كذا . خصوصا ان المناظر الي نشوفها من قطف وأكل الفرصاد أقل ما يمكن وصفها فيه ( المذبحة \ الابادة النباتية من قبل الاجناس البشرية ) والله شي يقطع القلب . أصلا ما كفاية ان هالشجر الرقيق صبر وتحمل مناخ عمان ! ، تخيل اني اروح وامسكك من شعرك وازرعك في حديقة بيتنا !! طووول عمرك واقف في الحديقة في هذاك الحر ، واخلي أولادي المسقطيين الصغار الاشرار يهجموا عليك .. اغصان مقطوعه وأوراق منزوعة ... ( شفت الفكرة كيف مخيفة ومرعبة ) عشان مرة ثانية قبل ما تقول اني ابالغ ، تروح تخلي نفسك مكان الفرصادة ياشاطر. وأشوف اذا تقدر تتحمل ربع شقى هالشجرة المسكينة .
ما اعرف مين جاب بذرتها وحكم عليها بهذا العذاب في عمان ! . اكيد طائر ( يقرب لمالك بن فهم ) لأن محد يرمي حد في الاماكن القصية إلي مافيها لا مناخ ولا براد ولا شي غير القحط إلا يكون يقرب لمالك بن فهم .
تقول الرواية بأن الطائر الذي حمل البذرة اسمه ( صاد ) . وحين رمى البذرة وطار ، صاحت الشجرة : فر صاد ، فر صاد ... ومن يومها سميت الشجرة ( فرصاد )

أرحب بكم إلى عالمي ( الفراصدي ) الجميل . أكيد ما زال اسمي الرسمي في المدونة ( مسقطية الهوى ) بس الدلع ( فرصادة ) او ( فرصودة) او حتى ( فرصادية الهوى ) . المهم اذا صادفكم اي اسم فيه مشتقات الفرصاد تذكروني وتذكروا شجرة الفرصاد وكونوا حنونين معها . ما أوصيكم .