الأحد، 4 أبريل 2010

أحب من الأسماء ما خالف اسمها

مع الإعتذار للشاعر المرحوم : قيس بن الملوح ، والإعتذار موصول للسيدة فيروز .
( كثيرة هي الاسماء التي نتمنى لو نقوم بتجميلها )

( أسماء في عمان )

حين أمسكت بزمام الإدراك جيدا وبدأت اربط الوجوه بإسماءها ، صغر سني حينها جعلني أتسائل :

لماذا "سودوه " أسمها " سودوه " وهي بيضاء ؟؟؟؟!!!

وليش " سقاط " اسمه سقاط وهو رجال !!

وليش " عذاب " ما تذوق اصناف العذاب ،و ليش اسمها " عذاب " وهي متهنية بعيشتها ؟!!



أجاااااابوني :
عن الحـــــــــسد يا بنتي .

عن الحسد ؟!!

ورغم إن العماني يدرك جيدا بمحدودية جماله إلا انه كما نرى يخشى " الحسد " كثيرا .
فمن الطبيعي جدا ان تجد صبيا كفلقة القمر إسمه ( حليان) او (خصيف ) : ولا اعلم هل اسم ( خصيف ) اساسا هو نفسه اسم ( خسيف ) وتغير مع الازمان وعوامل التعرية إلى ( خصيف) . ام اسم ( خصيف) له علاقه بصفة ( الخصافة ) إلي هي بنت عم ( الحصافة ) بس معناها معكوس .
ومن الطبيعي ترى بنت هادية ومسالمة وتقولك : إسمي " عذاب " !!!!
عادي جدا جدا ،، بل ان العماني " الخصيف " لووول . هذي الكلمة معناها في الامعاء الغليظه لمسقطية الهوى- افضل محد يتقرب من المعنى - ، العماني الخصيف لم يحدد خصافته على اسماء الاشخاص فقط ، بل قام بتعزيز خصافته لتشمل اسماء الأماكن من بلدات وقرى ، تتميز بالخصوصية العمانية . وانا لن اذكر اسماء البلدات الخادشة للحياء ومن ثم تم تغيير تسميتها بعد عشرات السنين ، بعد ما حياءنا تمرمط ما بس تخدش ، بس better late than never
بعرض عليكم امثلة خفيفة لا تخدش ولا تقتل الحياء :
مثلا : قام بتسميه :
- " المتهدمات " لأن المكان شبه خرابه ومافيه عمران . وبعد فترة سموها " العامرات " بعد ما تعمرت .
-"الشرادي " لا اعلم عن سبب تسميتها ولكنها توحي للوهله الاولى : بالتشرد والضياع ، فتم تغيير اسمها لتصبح " الشادي " .
- " سيما ومقزح " منطقتين متجاورتين ، لا اعلم سبب التسميه ولكن ربما تعود لأشهرتوأمين عمانيين .
- " كلبوه " امم هل أكل احدهم ابوه هناك ؟؟!! لا اعلم ، ام انها صفة تصغيريه مشتقه من الكلب . في كل الاحوال اتمنى تغيير تسميتها ، ولكن لايبدو هذا واردا فقد تم انشاء "منتزه كلبوه " وبالتالي يكون الاسم اعتمد رسمي في سجلات البلدية .
- كما سميت بعض المناطق بأسماء اغلب من يقطنها : وأشهر هذه الأماكن في وجهة نظري " حلة الزط " التي ترسخ في ذاكرتي بقوه والسبب يعود إلى قصه حقيقية لأحدى المعارف :
انتقلت الاخت لتقطن في " حلة الزط " ولم تكن على علم بمسماها ، فلما قامت بوصف موقع بيتها لصديقتها التي كانت تنوي زيارتها ، قالت الصديقة بعد سماع الوصف : هيه عرفتها ، قولي من الأول انش ساكنة " حلة الزط "
وعينك ما تشوف الا النور يا عزيزي القاريء ، قامت الحرمة وشلت شلولها وانتقلت من الحلة ، والله انتقلت بس عشان اسمها " حلة الزط " !!
- في المقابل نلاحظ ان العماني ، شذ عن قاعدته التدميريه في تعقيد البشر والاسماء في بعض المسميات ، التي تدل على رغبة العماني في الحلم وتّمنية النفس بالحلم ، فسمى على باب " التّيمن " :
-تونس ،، والذي سماها بالتأكيد تونسي مكره تحت تهديد السلاح ، فمن يرضى طواعيه ان يسمي سيحا اغبرا اجردا " بتونس " !! . وبعد ان فقد العماني الامل ان تصبح " تونس خضراء " ، اقر ورضى بما كتبته الله وسماها " تونس الغبراء " وتغنى لها بأجمل الأشعار والقصائد .
وختاما :
موضوع الاسماء العمانية كحبات الارز ، تتحدى نفسك ظنا منك بمقدورك ان تحصيها ، لتضيع بعد ذلك من هول منظر الأرز اللامنتهي امامك .
هناك اسماء جميلة لا تحصى في عمان ، وهناك اسماء قبيحة لا تحصى ايضاً . قد يتسائل غريب : وما الكالف ان يسمي عماني الاسماء القبيحة اصلا ؟!!!
سؤال وجيه عزيزي الغريب ، السبب يعلمه العماني جيدا وهو سر من اسرار الخصوصية التي نتوارثها اباً عن جد ،،
فلا تتعجب حين ترى عماني جميل اسمه قبيح ، او ترى قبيحا اسمه جميل !!
فالسر كله يكمن ان العماني دائما وابدا يعتمد على سياسيه " التمووويه " !!
ومن شر حاسد اذا حسد ..
(نقول ان في يوم القيامة ستشتكي حواسنا بكل سوء أتيناه ، واظن ان بعض الاماكن في عمان ستشتكي هي الأخرى كذلك !!!)