الاثنين، 20 أبريل 2009

اليوم الثاني لندوة (الكلمة بين فضاءات الحرية وحدود المسؤولية)






















































أحبتي المتابعين :


حسنا .. أعلم ان خبر اليوم الثاني أصبح خبر ( بايت) ، ولكني تعبت نفسي وأخذت ملاحظات طول الندوة ، وما مستعدة أرمي هالملاحظات عشان الموضوع مر عليه يوم واحد . أعتذر بشدة لصديقتي " المسافرة" والتي تنتظر تغطيتي لليوم الثاني وعاتبتني بشدة على تأخري. سيكون سردي هنا للتوثيق ، ليوم أراه مهما جدا .


في البدء ، أشكر القائمين على التنظيم ، لمعالجتهم السريعة لمشكلة الكهرباء وانقطاعها والتي أزعجتنا قليلا في اليوم الأول . الصور أعلاه توضح هذه الإستعدادات لإستقبال اليوم الثاني دون مشاكسة من الكهرباء.

قبل بداية الندوة تلا علينا الأخ سعيد الهاشمي بيان الجمعية العمانية للكتاب والأدباء ، البيان الذي تحدثت عنه في وقت سابق ، الذي أتى على ضوء منع وزارة الإعلام للدكتور محمد مبارك العريمي من المشاركة في ايه فعالية داخليه او خارجية دون اخذ الأذن المسبق من الوزارة.
أدار القاص والدكتورعبدالعزيز الفارسي هذه الندوة ، وكانت تقديمه مختصرا،الأمر الذي أعطى لكل المحاضرين حقهم من الوقت .


الورقة الأولى : سعيد الراشدي ( صاحب موقع سبلة العرب )

تناول سعيد الراشدي تجربته مع سبلة العرب ، واستعرض نشأتها الأولى في 97 وكيف انها في البداية كانت باللغة الإنجليزية ، اذ ان في ذلك الوقت لم تكن شركات تقنية الأنترنت تدعم اللغه العربية. وقد اوضح ان هدف السبلة في بدايتها هو تعريف الأجانب بعمان وبمقوماتها المختلفة على كافة الأصعدة. بعدها ظهرت السبلة باللغة العربية ، وبدأت ب 30 شخصا ، تضاعفوا ليصل العدد إلى 000و360 الف زيارة في اليوم الواحد قبيل إغلاقها .

بعدها أستعرض سعيد الراشدي عدد من الصعوبات والمشاكل التي واجهته أثناء إدارة سبلة العرب أهمها :
- عدم تقبل المجتمع ( للنقد) .
- خلق التوازن بين السماح بحرية التعبير وتقييدها ، وصعوبة مهمة الإشراف . حيث ان وجهات النظر تتباين بين المشرفين انفسهم ، فبعضهم يرى ان الموضوع صالح للنشر بينما قد يختلف معه البعض الآخر .
-الإختراقات المستمرة التي كانت تتعرض لها من بعض المتطرفين لمذهب معين . حيث ان البعض رأى ان ( سبلة العرب) هي موقع إباضي صرف . ونظر إليه بنظرة مذهبية متطرفة . فكان التهديد بإختراق الموقع دائم الحضور . وقد اخترق اكثر من مرة ، كما أفاد سعيد الراشدي . وهنا اود القول : ان هذا الرجل اعجبني بمدى ( إيجابيته) فهو لم يتحدث بعصبية وحقد حول من أخترقوا الموقع ، ولكنه كان يقول انهم حين يخترقون الموقع أكتسب معلومة جديدة في سد الثغرات ومعرفة وسائل التصدي لهذه القرصنه. وهذا يوضح شغفه بمجال تقنية المعلومات ، ورغبته الدائمة لإكتساب المعرفة والرقي بقدراته.
- عانت السبلة من العبارات ( المطاطة ) كعبارة إهانة الكرامة ومخالفة الآداب العامة . واعطى مثالا : انه طلب لشكوى بسبب موضوع كتب فيه : " ان مديرة المدرسة متغطرسة" . فكلمة " متغطرسة " كانت كفيلة ان تكون سببا لشكوى تتعلق بإهانة الكرامة ! .
- صعوبة حصول الصحفي على البيانات. فالقانون لايدعم حق الصحفي في حصوله على البيانات . بينما في معظم الدول العربية او الاوروبية تعطي للصحفي الحق في الطلب من ايه جهة معلومات وبيانات تتعلق بها.

في الختام / كان اسلوب سعيد الراشدي جميلا خفيفا ، قريبا من القلب بعيداعن التكلف والسرد.



الورقة الثانية: موسى الفرعي ( صاحب موقع سبلة عمان)
اكد موسى الفرعي ان سبلة عمان جاءت لتكمل مسيرة سبلة العرب . وانها تحاول جاهدة الإلتزام بالطرح المسؤول الذي لايتعدى على حقوق الآخرين ولا يتعارض مع مبدأ حرية التعبير. فحرية التعبير مكفولة ولكن بأسلوب جاد ومسؤول. كما اوضح موسى الفرعي ان السبلة تسعى ان تخرج من محدودية النت ، لتساهم وتشارك في المجتمع . من خلال عدد من الفعاليات ، كتغطيتها لقرعة كرة القدم ، وتنظيم سوق خيري يحمل عنوان ( العزة لعزة) ، وكذلك رعايتها لهذه الندوة.
سبلة عمان قبل وبعد المادة ( 61) من قانون الإتصالات .
اوضح موسى الفرعي ان الأمر اصبح اكثر صعوبة بعد هذه المادة . وان ادارة السبلة تم استدعاءها اكثر من مره لمخالفة هذه المادة ، كان آخرها قضية ( على الزويدي) الذي يحاسب بمخالفة هذه المادة في شقها الرابع 4 تحديدا . ولكن السبلة اتخذت عدة إجراءات ساهمت في الحد من هذه المشاكل والسيطرة قدر الامكان على ماينشر فيها ، بما لايتعارض وحرية التعبير . فمثلا استحدث السبلة عدة وسائل أهمها :

( شكوى متضرر) تتيح هذه الخاصة لأي فرد وان لم يكن عضوا في السبلة من ارسال رسالة شكوى تصل مباشرة إلى الادارة ، يتم بعدها التواصل بشكل مباشر مع المتضرر ومعرفة الاسباب واتخاذ الاجراء الفوري بحق الضرر الذي لحق به جراء نشر اي عضو لكلام غير مسؤول فيه تعدي لشخص المتضرر سواء بالتشهير او غيره.
( المراقب الآلي) تتيح هذه الخاصة للمشرفين فرز واستعراض المواضيع قبل نشرها ، وبالتالي الحد من المواضيع المخالفة .


اخيرا\ اعجبني طرح الفرعي وصراحة فيما يخص تعاونه مع الادعاء العام الأمر الذي لايمثل اية وصمة وانما يأتي لصالح الطرح البناء .كما انه ايضا اشار عدم تعاون السبلة فيما يتعارض ومبادئ حرية التعبير.



الورقة الثالثة : د\زكريا المحرمي ومحراب الفراشة .

كانت ورقة رائعة في وجهة نظري . جاءت لتبحث عما وراء هذا التوق لحرية التعبير وتهافت الناس للتعبير عنها عبر الفضاء الإلكتروني الواسع . وهذا يدل على ان الأمر جاء من ( كبت ) . فالحوار ينعدم بدءا من ( البيت) وصولا ( للمدرسة ) (والمجتمع ) . ان الأمور حين تسير بشكل غير سوي مع وجود مساحة إلكترونية متاحة ومشاعة للجميع تخلق أنواعا كثيرة من الإشكاليات ومن اساءة استخدام الحرية .ثم ان افتقارنا لمساحة ( التجربة ) يجعل مجال الخطأ اكبر . فالتجربة تحسن من إستخدامنا لأية وسيلة وتجعل منا اكثر وعيا للتمييز بين المثقف وغيره .كما ان المجتمع منقسم بين أمرين . الجناح الداعي للرشد وعدم مصادرة الفكر ، وجناح آخر يتحدث عن طيور الظلام ، والضرب بيد من حديد.
فكيف لنا ان نتعقل بين هذه التناقضات !

اختتم الدكتور زكريا المحرمي بدعوة للحوار بين اطراف المجتمع من كتاب ومسؤولين للوصول إلى كلمة سواء.لكي لاتندفع الفراشة إلى الضوء ليكون محرابا لموتها .

والله والوطن من وراء القصد .
أدام الله لنا رشدك ورشد امثالك يا دكتور زكريا .

الورقة الرابعة : المحامي \ يعقوب الحارثي

أمتعني كثيرا هذا المحامي الخطير،ورقة جميلة حقا وطرح متميز حقا .
كانت الورقة ملئة بالنصوص القانونية ، التي لا افقه بها كثيرا . ولا أود هنا ان " أخبص " في المواد التي استعرضها المحامي \ يعقوب الحارثي . ولكن بالمختصر المفيد . يعقوب - وانا اتفق معه - مؤمن ان النشر الإلكتروني أمر مختلف كليا عن النشر عبر الصحف . وما جاء من محاسبة المشرف في المادة (61) لا يتناسب وماهية النشر الإلكتروني . فرئيس التحرير والمسؤول في اي جهة نشر يتطلع على المادة ويصادق عليها ، ليتم بعد ذلك نشرها. بينما المشرف في المنتدى لا يجيز المادة للنشر وانما صاحب الموضوع ب " كبسة زر" ينشر المقال دون ان يجيزه المشرف.فكيف تتم محاسبته ! وهو ليس بالفاعل الحقيقي . كما سرد علينا المحامي مثالا جميلا للغاية :
ان تعرضت عمارة للسرقة ، بينما كان الحارس نائما ، ولم تستطع الشرطة القبض على اللص . أسنحاسب الحارس بتهمه السرقة ؟!

بالطبع لا . وهذا ما يخضع لنظرية ( الإهمال) . فالحارس أهمل حين نام ، هذا امر صحيح ، ولكن لاتجوز محاسبته على السرقه وهو لم يقم بالفعل . وانما يحاسب على إهماله .

كما استعرض المحامي بعد القوانين المتعلقه بمحاسبة الصحفي . واتى بأمثلة من القانون الأردني :

_-حيث لا يجوز حبس الصحفي في مرحلة التحقيق . ( الأمر الذي يمارس معنا هنا ).

_ الفيصل هو القضاء وعدم تدخل اية جهة إدارية .
- للصحفي الحق في الحصول على المعلومات والبيانات من ايه جهة .

ايضا اشار ان البعض ينظر في ان تعديل قانون الإتصالات 4 مرات في مراحل زمنية متقاربة دليل على التطور ! وقال يعقوب الحارثي : انه ليس بتطور ، ولكنه تخبط تشريعي .
سلمت يا يعقوب ، أفدت وامتعت بجمال وخفة اسلوبك.


الورقة الخامسة والأخيرة : المحامي محمد رشاد ابو عرام .
تطرق الأستاذ \ ابو عرام لمفهوم الحرية . وكيف ان لاوجود لما يسمى بحرية مطلقة . كما ان القانون يلعب دور الضابط لهذه الحرية وليس مقيدا لها . فالحرية دون ضوابط داعية لمفسدة لا تحمد عقباها . كما أشار لمقولة توفيق الحكيم حين قال : القانون لايتحداك ، ولكنه يحميك . مع وجود موائمة القانون لأي مجتمع .كما اشار ايضا لعدم توافق محاسبة النشر الإلكتروني بالنشر الورقي . فالأمران مختلفان .

كما اوضح أ \ ابو عرام ماهية فعل الكتابه . وكيف انها فعل " غائي " من الغاية . ولفعل الكتابه هدف ومبتغى . لهذا وجب لصاحب القلم ان يزن قوله وان يخشى الله فيما يكتب . وعدم الإصطدام بحريات الآخرين . كما يختلف أ\ ابو عرام . في ان مخالفة الآداب العامة امر غير محدد . بل هي محددة في وجهة نظره . وقد أعجبني المصطلح الذي استخدمه في هذا المثال " ركزوا " :
اذا خرج احد منها ، أيخرج عاريا دون لباس ؟! ام انه يخرج متقمشا ً متأنقا ً.

عاهدت نفسي ان استخدم لفظه " التقمش " واضمها لقاموسي . أعجبتني جدا .


شكرا لأستاذ \ ابو عرام . كانت إضافاته جميلة ونقله الكثيرمن تجربته المفيدة.



وأخيرا وليس آخرا يا أحبتي : دامت لنا اقلامنا وحرياتنا . وتذكروا بأن الحرية لاتوهب وانما الطريق طويل وشاق لكسب الحرية وإستمالتها .أعرفوا حدودكم واقرأوا قانونكم ، لتأمنوا شرا قد يقع بكم. وتأكدوا يمكنكم قول ما شئتم ، فقط تعلموا كيف تتجاوزا المحظورات القانونية والأخلاقية . ولا ترضوا لغيركم ما لا ترضوه لأنفسكم . وسنكون بخير .ولا تنسوا ان تتقمشوا !



تفاصيل الصور:
إلتقاط : مسقطية الهوى
الموقع : النادي الثقافي
الأحد 19-4-2009