الجمعة، 17 يوليو 2009

الرنجينة والعصيدة العمانية


موضوع عن " الرنجينية" وللي مايعرفها : هي حلاوة صيفية من رطب الخلاص .

امس كانت " الخميسية " الجمعة العائلية الحميمة ، جاءت التعليمات لبنات العيلة بأن يقوموا بتحضير طبق " الرنجينة " ولأن تحضيرها ليس بالسهل الهين ، تقسمنا إلى مجموعات .

المجموعة الأولى : تنقي رطب الخلاص " الهامد" بالكامل .

المجموعة الثانية: تشرف على تحضير اللوز وعمليه غليانه لإزالة القشر منه بسهولة .

المجموعة الثالثه : تجهز الطحين والزبدة والمقلاة الحارة .

المجموعة الرابعة " مجموعتي" : تقوم بالعمليه الصعبة والأساسية لتحضير الرنجينة. نستقبل رطب الخلاص الهامد من فتيات المجموعه الاولى اللواتي لاتمر عليهن 5 دقائق دون نشوب صراع ، والذي سببه ان تضع احداهن رطبه خلاص غير هامده بشكل كامل . فينشأ هذا الحوار الذي تكرر طوال السهرة .

الفتاة ميم : صح انك خسف كم مره نقول رطبة : ميته هماد ! ماهاذي الي حاطتنها .

الفتاة سين: محد بغام غيرش ، ايش هذا ميته هماد ، روحي تعلمي كيف تتكلمي اول .

الفتاة راء : بـــــــــــــــــــــس انتو الثنتين ماتعرفوا تنقيوا ، انا الي جمعت الرطب الي هامد بالكامل .


بعدها تتداخل الاصوات والصراخ ولا اكاد اميز الكلمات ، واسمع نداءات الاهل : مسقطيه روحي تفاهمي معاهم .

تروح مسقطيه الهوى وتراضي كل وحده فيهم وتمازحهم وتقولهم بناكل احلى رنجينه الليلة ولا كيف ؟!


جاءت الخطوة الأهم وهي مسؤوليه مجموعتي : التي تقوم بتقشير الخلاص الهامد من الطبقه الخارجيه ، واستخراج الفلح ووضع قطعه لوز مقشرة في كل رطبه وصف الرطب بشكل دائري في الصحن .

انا والفتيات نقوم بهذه المهمة التي ليست سهلة ابدا فتقشير الرطب الهامد مزعج قليلا والحفاظ على شكله بعد حشوه باللوز ليس سهلا . ونحن نقوم بالهمة ، عبرت احدانا عن اعجابها بهذه الحلاوة العمانية .فكان الحوار التالي :

والدة سين ترد : هذه الحلاوة ماعمانيه يابنات اصلها فارسي .

كل البنات وانا من ضمنهم جانا احباط قوي : كيف ماعمانية ؟ مايصير .مستحيل .

( ياحليلنا خاطرنا ننسب هذي الحلاوة للأبداع العماني )

نطت في النص احدى البنات الي نسميها " عبقورة" : خلونا نسترجع الاكلات العمانية ونشوف اذا هالحلاوة في احتمال تكون عمانيه او لأ .يالله نبدأ كل وحدة تقول اكله عمانية :

الفتاة ميم : عرسية .

الفتاة راء : هريس .

الفتاة سين : مضروبة .

الوالدة : الحلوى العمانية .

عصيدة

جولة عسل

نطت مسقطيه الهوى : مافي امل تكون عمانية ، كل اكلات العمانيين التقليديه عصايد ، كلها هفس ، اكلات مستكاودين . مايهمهم الشكل تعال واهفس وكّل وتوكل ، ناس عمليين ، مالهم في الزينة وتدليع الأكل . من وين بتطلع الرنجينة ياحسرة .


ردت خالتنا الكبيرة: معروف ان عادات المائدة والأكلات لها ارتباط وثيق بتطور الدول ومدى الرخاء الي عايشه فيه ، يعني الدولة الفارسيه كانت امبراطوريه قويه وثرية ، وهذا انعكس على كل شي ، الحياة ، الفنون ، العادات ، وحتى الاكل . ولاننسى ان ارض العراق غنيه بالرطب وشي طبيعي ان الفرس ابتكروها هناك وبعدين جات لعندنا . اما العماني ، كان عايش حياة صعبة وحيف وهذا بدوره انعكس على ذائقته وعلى كل جانب من حياته .


" العبارات احدى العصائد العمانية "

اخذني كلام خالتنا لبعيد يعني نحن تخصص عصايد ، وما اعرف ليش تذكرت كلام احد الزملاء بخصوص " العبارات " وكيف انها شي فاشل فشل ذريع ، وبعد ما حبيت اني ما اظلم احد رحت وسألت احد الموظفين الي على علاقه وثيقة بشركة العبارات والي افادني بمعلومة خطيرة بعد سؤالي عن جدواها الاقتصادي للبلد، رد علي وحسيت انه يتكلم بغصة :

يامسقطيه الهوى ، خليها مستورة ، اي جدوى ، يقولك لو العبارة طلعت لرحلتها وهي محجزوة بالكامل ومافيها ولا شاغر ، ما تجيب الرحلة تكلفة الديزل الي ينصرف بالرحلة . واحد من المسؤولين الاجانب الله يذكره بالخير ، قال لأحد المسؤولين عندنا قبل شراء العبارات ،لما كانوا يدرسوا الموضوع ، ان الفكره بتكلف عمان كثير ومالها عائد في اشياء ثانيه اكثر فائدة . فرد عليه العماني : الموضوع خالص الجماعه مرتبين كل شي ، وبيتوافق عليه . وبالفعل رغم تباين وجهات النظر ، طلعت الطبخة بالفرن من فترة وجاهزة للتقديم ، والي ماعاجبه شرب بحر ، وما قدر يسوي شي .

شكلي بفرد مساحة خاصة اسمها " العصائد العمانية " لإستعراض الخبص الي يصير في بعض المشاريع وبعض المواقف الي ماتحصل الا في عماننا الحلوة بفضل العقول العصائدية بإمتياز .

شركة العبارات الوطينة / هذي ام العصايد .


افكر اخذ تذكره غروب لمدة ساعتين ، يمكن اغير رأيي في هالشركة .


معلومة مهمة جدا عن مسقطيه الهوى : اكره اي شي مهروس ، لهذا ما ممكن اكل اكثر من ملعقه من الاطباق المهروسة . العيد بالنسبالي عذاب ، عرسيه الي الكل يتجنن عليها مسقطيه الهوى ماتقربها .

صح نسيت اذكر الخطوة الاخيرة لتحضير الرنجينة :

بعد صف الرطب في الصحن محشوا باللوز المقشر ، يضع الطحين في المقلاة ويحمر الى ان يصبح لونه ذهبيا ، وبعدها توضع الزبدة فتسيح وتخلط مع الطحين المحمر ومن ثم يفرد الخليط فوق الرطب .


وبالهناء والشفاء .


الصورة اعلاه :

عدة اطباق من الرنجينة .

التقاط : مسقطية الهوى .

16-7-2009