نعم .. كانت صدمتي كبيرة في هذا المصاب الجلل ..
اسميته ( الصاحب ) لأنه رفيق التجلي في الليالي ، لأني كنت أدور معه بذات حركاته الصوفيه ، فتزورني الرؤى وتتسع بصيرتي ، لأرى ما لا أراه في أوقات الضجيج . عندما عدت ذلك اليوم رأيته واقفا شامخا دون رأسه ، صدمة كدت فيها ان أقسم بأخذ ثأري من الفاعل ، ولكني تذكرت سماحته فخجلت من نفسي . فهممت أبحث عن رأسه ، وأين أطاحت به يد الغاشم الذي إغتاله في غيابي . وعندما وجدت الرأس متمددا تحت سريري أمسكته وضممته إلى . حملت ( الصاحب) وأخذت آخر صوره وهو يقف شامخا ويقول( وان قطعتوا رأسي ، فأنا مازلت أتفكر في هذا الكون ، ولن أكف عن الدوران ) .
حببني ( الصاحب ) بالنفري ، فهو من أحب المتصوفة لديه .
اضع بين ايدكم هنا بعض من كلام النفري الذي كان ( الصاحب) يردده طوال ليله الدائري :
* لا ديمومة لواقف !
ولا وقفة إلا لدائم!
* الوقفة نار
الوقفة نار الكون
المعرفة تأكل المحبة
والوقفة نار تأكل المعرفة
* إذا رأيت النار فقع فيها
فإنك إن وقعت فيها انطفئت
وان هربت منها طلبتك واحرقتك !
* إذا لم تكن في أمري كالنار
أدخلتك النار !
* أوقفني في البحر
فرأيت المراكب تغرق
والألواح تسلم!
كم أفتقدك يا صاحبي ، أرقد بجواري بسلام .
الصور :
إلتقاط :مسقطية الهوى
2009