كنا نمسح دموعنا
ونقول: "لا يهم
حين نكبر سنكسرهم أيضًا"
إلا أنهم
وحينما تأتينا الفرصة المناسبة
ينكسرون
من تلقاء أنفسهم.
نحن
أبناء الفلاحين،
يزرعوننا
ثم يجهزون مناجلهم.
****
البريء
لم أكن
، أبدا،
ولدا سيئا.
لم أفقأ عيني كلب صغير
ولم أسرق قلم ابن جارتنا
(الأسود ذو السلسلة الصفراء)
ولم أقطف وردتهم
(مع أنني كنت ألمسها من شرفتنا)
هل ركبت
، مرة،
ظهر جدتي
في أيامها الأخيرة؟
هل عدت من المدرسة
، يومًا،
ممزق الثياب؟
(من قال انني كنت لا أتشاجر لأسباب جسمانية؟!)
البائع نسى ثمن الحلوى
فذكّرته به
(وأشياء كثيرة من هذا القبيل)
إن الله يعلم ذلك تمامًا.
***
الشرِّير
الواحد بحاجة لأن يكون شريرًا
بعض الوقت
أنا
، مثلاً،
لم اُجلِس العجوز في الباص
يوم الثلاثاء الماضي
وكدت أبصق في يد الشحاذ اليومية.
أحببت بنتًا تحب "سيزان"
وتكتب قصصًا حلوة
ثم هجرتها تمامًا
لا لشيء إلا لأكون شريرًا.
إشْ. إشْ
أجلس الآن في المقهى
وأضع ساقي اليسرى (هه، اليسرى) على الأخرى
ضاحكًا ضحكة وحشية
وأكوِّر الهواء براحتي كأثداء البنات.
لكنني
، بصدق،
لن أشرب الخمر
مثلما يفعل الشريرون أصدقائي
وأقول
، إلى الآن،
لا بد لهذه النملة إله
يميتها حين تشرب الماء.
***
سأحبها قريبًا
بالعكس
أمي طيبة جدًا
كانت تقسو عليَّ فقط كي لا أفسد
يا لي من ساذجٍ
أنا كنت أحمق
حينما ظننتها تحب فرخ الدجاجة
أكثر مني.
هؤلاء الأمهات لم نعرف كيف نقدرهن بعد
ليلةَ أطفأت النور وضربتني
كان أبي عنيفًا معها جدًا
وليلة حاولت تقبيلها ولطمتني
جارتنا هي التي ضايقتها بثوبها الجديد.
أكثر من مرة أرادت أن تقبّلني
غير أن الظروف لم تكن مواتية
كأن تفزع أختي في فراشها
أو تكسر قطة قذرة أحد الأطباق.
ولي عودة .. بفراشات أخرى !
تفاصيل الصورة :