الاثنين، 6 سبتمبر 2010

حملة : نعم مستاؤون


حفظاً لحق الغير .
أود ان أشير ان إسم حملة " نعم مستاؤون !" ضد الدراما العمانية ، قد أستلهمته مسقطية الهوى من مقال الكاتبة والقاصة بشرى خلفان في جريدة الرؤية الصادرة بتاريخ اليوم الأثنين 6/9/2010 . والذي أستنهض فيني العزيمة من جديد لمواجهة الدراما ، بعد ان اخذت استراحة محارب بعد حملة رمضان الماضي . ربما لأنني شارفت على اليأس عندما شاهدت ان اغلب البرامج التي كنت اتذمر منها كـ"درايش "و " عق علومك " قد انتجوا منهما اجزاءا اخرى جديدة !! ولكن هناك انتصار صغير يستحق الذكر انهم تابوا من انتاج " الكرتون " مال عبيد وسعيد :) الحمدلله والشكر . يا جماعة في أمل . مثل ما يقول المثل :كثر الدق يفك اللحام .

لهذا أعود بقوة : بحملة : نعم مستاؤون !
سـأمنا من تشويهنا ، وسأمنا من الإستخفاف بنا .
وإذا كان الممثل طالب محمد يقول : اننا اغبياء .
فأنا أقول : نعم اغبياء ومجانيين وخسوف وبغمان ، إن سكتنا ورضينا بإنتاج اجزاء إضافية من هذه الدراما الفاشلة .

قد لم يتسنى للبعض مقال بشرى خلفان في حق الدراما ، لهذا سأفرد له هذه المساحة :


الدراما .. فائض من الحساسية وشيء من البراانويا

نعم كلنا مستاؤون ، هناك المستاؤون بصوت عال وهناك الآخرون وهم الغالبية الذين يحصرون إستياءهم في أحاديثهم الخاصة وبين بعضهم البعض .
لكننا مستاؤون ، واستياؤنا يزداد عاما بعد عام ، ونحن نشهد هذا التدهور الحاد في حال الدراما العمانية ، هذا التدهور الذي حاولت لجنة الدراما مشكلة في العام المنصرم أن تعالجه إثر تشكيلها الذي كان أيضا نتيجة إستياء عام .
وإستياؤنا مبرر تماما ، فالمراقب لحال التلفزيون العماني والدراما العمانية في رمضان لا يملك إلا أن يكمل الضغط على أزرار الريموت كنترول بحثا عن قناة تشعر بشيء من المسؤولية تجاه نفسها وتجاه مشاهديها ولن أقول المسؤولية تجاه مواطنيها ودولتها . قناة أقل ما يلفت فيها جلاء الصورة ووضوحها مقارنة بالصورة الباهتة التي نظفر بها على شاشتنا التي تبدو وكأنها غسلت مرات عدة بمسحوق غسيل مشبع بالكلوروكس .
فالقنوات الفضائية لم تعد حكرا على مشاهديها من مواطنيها ( لأنها فضائية) بل هي أداة لنقل صورة بلاد ووطن وشعب بأكمله ، صورة تبث وتلتقط ويقاس بها و عليها ، صورة تعكس حضارة وقيما وثقة بالنفس .
نعم ، إنها مسؤولية عظيمة ، ولكن هذا هو حال الإعلام دائما ، الإعلام أداة خطيرة ومسؤولية عظيمة بالتأكيد ، ولأنها كذلك ، فإنها تعامل بحس عال من الحذر ، وأقصد هنا الحذر الإيجابي ، أي الحذر الذي يؤسس لبنية أساسية صلبة غير متشنجة ولا تعاني من الهشاشة ، حذر من ارتكاب الأخطاء الفنية والإبداعية ، وليس حذرا بمعنى الخوف المبثوث فينا والذي يطرق أذهاننا طوال الوقت بصيغة ( قل ولا تقل ) .
حال الدراما المتردية عاما بعد عام يثير سؤالا آخر في ذهني ، لماذا نعاني من مشكلة الدراما ونحن بلد يزهر فيه أديب وقاص وشاعر ومبدع كل يوم كما يقال ؟؟ لماذا لم تكن الدراما بمستوى النصوص الأدبية التي ينتجها أدباء عمان الذين يحصدون الجوائز المرموقة سنة بعد سنة ؟
لماذا هذه الفجوة العظيمة بين إنتاجنا الأدبي ونتاجنا الدرامي ؟؟
سيقول قائل : قد تم إختيار لجنة من كتاب القصة العمانية وأعطيناهم دورات في كتابة السيناريو ولم ينتجوا شيئا !!!
جميل ، أعرف هذا أيضا ، ولكن ليس شرطا أن يكون كاتب القصة مبدعا في السيناريو والحوار ، فلكل مبدع مجاله ، والجميع يعرف ان السيناريست أسامة أنور عكاشة كتب أجمل سيناريوهات الدراما المصرية ولكن روايته لم تكن بذلك النجاح أو الجودة .
ثم أن أهم ركائز الإبداع هي الحرية ، فهل التلفزيون العماني مستعد أن يسمح للكاتب بأن يكتب ما يريد فعلا دون أن يملي عليه ماذا يقول ، وأن لا يغفل في كل حلقة أن يمجد الإنجازات التي لم تعد والصدق أقول تحتاج إلى تمجيد فهي واقع موجود وحاضر ، ولم تعد المرحلة التاريخية تسمح بتكرار ما فعلناه في الأربعين سنة الماضية فالأربعون سن النضج ، ومن النضج ان تكون ثقتنا بأنفسنا كاملة ومكتملة ولا تحتاج إلى رفع الصوت بها .
ثم هل سينجو الكاتب من إملاءات اللغة كأي الكلمات يستخدم فيقول " مذياع " بدل " راديو" و" ناقل صوت " بدل " مايكروفون " و " حافلة " بدل " باص " حتى وإن كانت الشخصية على قدر بسيط من التعليم أو ربما أمية ، نعم هناك أميون في هذا الوطن المجيد ، ونعم السواد الأعظم من المتعلمين يقولون باص ، وراديو وغير مكترثين بقواميس اللغة التي تملي على البشر تبني كلمات لم تنتجها ثقافتهم ولا ضير في ذلك ولا عيب . فقواميس اللغات الأجنبية تضيف كلمات جديدة في كل سنة ، كلمات مستوردة ومجلوبة من حضارات أخرى دون أن تغرق في هذا الخوف المرضي من ضياع لغتها .
ثم هل يحق لنا أن نتساءل فيما إذا كانت الجهات المسؤولة عن إنتاج الدراما مدركة تماما لخطورة الدور الذي تلعبه الدراما ، أو ربما هل هي مطلعة على القنوات الفضائية التي تبث من الجوار والتي تحمل نتاجا دراميا ضخما تيسر لها بث ما تريد أن تبثه من الرسائل الواضحة والخفية دون تشنج ولا إستخدام لشعارات براقة ، هذه الدراما التي بدأت متأخرة وسبقتنا بأشواط قد لا نجد القدرة على إدراكها إلا بجهد العمالقة .
هل هذه الجهات على إدراك تام أن عمان قد إختارت الإنفتاح وأن حرب الفضائيات شيء بالغ الجدية ؟
هل هناك من يستوعب أن بإمكان هذه الأمور الصغيرة أن تكبر وأن تشكل خطرا على الأجيال القادمة المبهورة بالآخر وإنجازاته الدرامية وغير الدرامية ؟؟
هل هناك من يشتم مثلي رائحة الخطر ، أم إني أعاني من فائض من الحساسية وشيء من البرانويا ؟