كنت أرقب عن كثب حركة التدوين العربي في الأشهر الماضية . وترددت كثيرا قبل إطلاق مدونتي هذه . ستة اشهر قضيتها في قراءة المدونات والتعرف عليها عن كثب . ما أبهجني حقا ، ازدياد عدد المدونين العمانيين في الآونة الأخيرة . فكما تعلمون ان مدونات أشقاءنا العاملين في السلطنة قد تتجاوز أعداد المدونات العمانية . هذا بالإضافة إلى ان هناك الكثير من المدونات العمانية غير معروفه سوى على نطاق ضيق قد لايتعدى المعارف والأصدقاء المقربين . وكل منا يحلم بذلك القارئ المجهول الذي يكتشفك صدفة. فكما تعلمون " ان إجمل الأشياء ، هي تلك التي تكتشفها أثناء بحثك عن شيء آخر " .
ماذا يحدث؟ !
أن عالم المدونات عالم مدهش حقا ، وكأي وسيلة أخرى يجب علينا أن نتوخى الحذر . فهذه المساحة من الحرية المتاحة والمشاعة للجميع تستحق منا حمايتها من أي سوء قد يمسها.
أتفهم جدا ، مايحدث اليوم من بعض المدونين العمانيين في التعدي على حقوق إلتزاماتهم الوظيفية ونشر مالايملكون. فالبدايات لاتخلو من العثرات .أن نبدأ اولى خطواتنا لايعني ابدا ان بإستطاعتنا العدو.وقد تغرينا الحماسة والثقه فنركض ، ونسقط ونتألم ونتعلم . أن نتعلم من سقوطنا هو الأهم ، لنصبح أكثر حكمة . ان نشر الاسرار التي أؤتمنت بها ،كالتعدي على الحقوق الفكرية لأحدهم . ان تنشر دون أذن من صاحب الشأن ، ان تمنح شخصك صلاحيات لانهائية. ان تملك صفحة على " الويب" لا يعني ابدا انك تملك حقوق ملكية اي ورقة تصادفها في عملك او على مكتب زميل. للتدوين " أصول " كما لكل شيء آخر . وإنني كعمانية لأفخر بأخلاقي ولأقدر بشدة مساحات الحرية الممنوحة لي وسأحميها بكل ما أملك .
قسم..
ان أقول الحقيقة ، وان انتقد مايخصني ويخص موطني الغالي ، نقدا بناءا لامبالغة فيه . صادقا وشفافا ، بذات الشفافية التي أثرثر فيها مع حبيبتي " عمان" حين نجلس معا على أعلى قمة في " القرم" . وان أمتدح منجزات بلدي ، ولا أبخس من حقها شيئا.فهي أحق بثنائي من غيري .
أولي نفسي رقيبة على أقوالي ، وسأحافظ على أسرار غيري وسأبوح بأسراري إن شئت فهي وحدها ملكي، وما للغير فهو للغير . ان شاؤوا باحوا به وان شاؤوا تكتموا عليه . لهم مطلق الحرية ولهم مني كل إحترام ومحبة .
على رأس عملي
أمام مكتب يمتلئ بأسرار غيري والمفتاح ضائع فيني ولن تعثروا عليه ...