" كعك الزنجبيل " او " ginger bread" لم اقل انه خبز لأنه ليس كذلك هو بسكوته او كعكة تأخذ شكل ولد صغير وبريء . " فتى الزنجبيل " شاهدته فقط في القصص المصورة حين كنت طفلة ، او الرسوم المتحركة . لم اكن اظن اني سأشاهدة في الحقيقة يوما ما ، يالله لو تعلمون حجم الذكريات التي انهالت علي يوم رأيته ، كنت على وشك ان احضنه ، وبالفعل هممت الى لمسه برفق وانا اقول :
- ياربي انا الصغير العسول ، من المتوحش الي يهون عليه ياكلك .
لاتظنوا ان العالم غارق في رومنسيات وعواطف ما تأكل عيش ولا بسكوت ، ف " توأم الروح " شهرت عن انيابها مرة اخرى وهي تقول :
- عناد على هالمصخ الي انتي فيه ، ببدأ اكله من راسه .
بالفعل يا احبتي فقد اكلت تلك المتوحشه رأس فتى الزنجبيل الصغير، ولم تأبه لكل الصرخات بداخلي ، وانا ايضا تناولت قضمات من يده ورجله ، فانا كنت فقط ضد الشروع بإلتهام الرأس ، يذكرني بالاعدام بالمقصلة ، وغيرها من النهايات الاليمة .
اخذت توأم الروح صورا ، وانا ممسكة بفتى الزنجببيل ، وظننت ان الجانب العاطفي فيها فرض عليها هذا السلوك . غير انها بعد ان اخذت صورة كفي وعليها فتى الزنجبيل ، شرعت بالضحك والسخرية :
- هههه ، هالولد الصغير بحجم كفك ، اول مره اشوف كف كذا صغره ، عجيب ، صدقيني عندك اصغر يد بالعالم . بحط هالصورة خلفية فتلفوني متأكدة بضحك كل ما اشوفها.
هي عارفه موضوع اليد والكف جدا اتحسس منه ورغم كذا تصر تضغط على الوتر الحساس ، فأنا يدي صغيره جدا واصابعي اصغر ، مقارنة بيد اي احد ، لاتمت لأحلام الوردية والانثويه: اصابع طويلة ورشيقة وتعزف عالبيانو " هذي بالنسبالي احلام ، فيدي لاتقارن بيد توأم الروح ( يد وهي يد) - اللهم لاحسد - .اظن اني صورت يدها مره وتعرفتوا عليها .
عموما ، هذه كانت واقعة الامس ، لا اعلم ان كنت سأرى فتى الزنجبيل مرة اخرى ، او حتى توأم الروح ، فهي على موعد سفر ، وربما سفرها هذه المرة سيطول .
شعرت من الواجب ان اسرد تفاصيل لقاء ربما يكون الاخير في هذه المرحلة مع توأم الروح ، ربما ستعود بشكل اخر يوما ما . سأفتقد وجودها ، صحيح " السنورة تحب خناقها " ، هذا ما حدث معي .
رجاء : ان رأيتم فتى الزنجبيل ، لاتأكلوا رأسه ، فطالما الرأس موجود فهناك امل ان تنمو اعضاءا جديدة ، ولكن ان ذهب الرأس ، ضاع الامل ولن تنمو غصونا اخرى . دعّوا من شاء ، يبتر ايديكم وارجلكم ان شاء ذلك ، ولكن حافظ على " رأسك " . يكفي ما اراه من رؤوس مبتوره كل يوم . اشعر بأني اعيش فلم " خيال علمي مرعب " حين يود ذلك الشرير ، ان يقتل كل البشر ، ليأخذ منهم ارواحهم ليعيش للأبد ولينعم بالخلود، او ان يحاول سلخ البشر من جلودها ، ليصنع كسوة للمسخ الذي يحمله ، او من يأخذ قلوب الناس كلها ليحب كما لم يحب بشر قط ، او من يأخذ العقول ، وهذا لن يسامحه الرب ابدا ، فكيف سنتدّبر ونتفكر ونعّتبر بلا عقل ، المساكين يمشون بيننا بلا رؤؤس ، تعليمات الحياة تصلهم جاهزة عبر الهاتف وشاشة التلفاز ، شخص واحد يفكر ، شخص واحد يحمل رأسا متخما ، وجسده الصغير يصارع لحمله . فهو ليس سوى بشر ، عقله كعقولنا ورأسه كرأسنا ، فلماذا نحمله ما لايحتمل ، ولماذا اراه بشرا ، والاخرين لايرونه كذلك . حقا لا اعلم ويبقى السؤال حائرا، الى ان تحل كارثه ما.
تفاصيل الصور :
التقاط : مسقطية الهوى
الخميس 22-10-2009