17-10-2009
هو "عيد المرأة العمانية" هكذا قالت لي توأم الروح ونحن نتحدث بالهاتف متابعين ندوة المرأة العمانية ، التي ضحيت من أجل متابعتها " نومة الظهر المقدسة " . نعم ، هو عيد وأحتفاء جميل لا يأتي إلا من جميل والدنا ومولانا صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظ الله وأطال في عمره-، فهو نصير المرأة الأول ، فلولاه لما إلتفت إليها أحد ، فمازالت العقول تفرق بطريقة لاتمت للإسلام ولا للإنسانية بصلة ، إنما هي عقول تشبثت بالاعراف البالية لخدمة مايسعى اليه الرجل من فرض سطوته وهيمنته على المجتمع . ولكن كما قلت في " تويتر" : حقوق المرأة لاخوف عليها فهي بأيد جلالته الأمينة . لن اطيل سرد فرحتي بهذا اليوم ، فالندوة ستنتهي ، فهل سيتبنى اولي القرار من الرجال بعضا مما اراد لهم جلالته ان يتعلموه من هذه الندوة ، ام اننا سننتظر اوامر سامية لتطبيق توصيات اللجنة ؟ . لا اعلم ، ولست متفائلة كثيرا ، ولكن المرأة ستفرض جدارتها كما كانت وستستمر في العطاء، وهذه الندوة اراها شخصيا بمثابته " دافع معنوي" لااكثر لتعزيز التحدي والاصرار في نفسها .
اتعلمون من هي المرأة العمانية :
* هي امرأة وصلت الى مجلس الشورى ، حتى في ظل " القبلية " التي يعاني منها الرجال قبل النساء . وحتى الان نتذكر محاوراتها تحت قبة القبة المجلس ، فمن لايتذكر : مداخلات واسئلة : طيبة المعولي ، والمكرمة شكور الغماري . حتى في طرحها تجاوزت النظرة الضيقة للرجال القبليين الذين مايزالوا يطالبون بمطالب شخصية : برصف كيلومترات معدودة من أجل عين فلان وفلان ، وعمت ابصارهم عن المصلحة العامة ، واكتفى بأطروحات ضيقة وشخصية. رغم ان الاحرى ان تخصص لها مقاعد محددة ثابته ، اسوة بالدول الاخرى ، الى ان يتقبل المجتمع فكرة وجودها في هكذا مكان ، ورغم كل هذا وصلت للمجلس رغم اخفاقها الاخير ، والذي يعزى لأسباب عديدة ، اهمها في نظري " ان مجتمعنا في نظرته الى المرأة تراجع للوراء في السنوات الاخيرة عوضا عن السير للأمام، فكان اكثر انفتاحا في الثمانينات ، اما اليوم فهناك تيار اصولي يدفعها الى الوراء ، بحجة الدين ، والدين براء من هكذا افكار"
* المرأة العمانية ، هي التي تتخرج من الثانوية بمعدلات عالية ، لتواجه تفرقة مجحفة لتحظى بكرسي في جامعة السلطان ، فنسب قبول الذكور تختلف عن نسب قبول الاناث . التفرقة حتى في التعليم تلاحقها ، ومازالت تفرض جدارة لايثينها شيء . بالأمس استضاف برنامج " مع المرأة " دكتور في جامعة السلطان ، بأنه يعترف ان الطالبات مستواهن التحصيلي في الجامعة لايقارن بالذكور ، فهو افضل بكثير. " وشهد شاهد من اهلها " ويكفينا شرف الاعتراف .
* المرأة العمانية ، هي تلك التي قد يحدد اخاها الصغير ان تحظى بزوج ام لا ، او ان يخرجها من الكلية في اي لجظة شك ، او ان يحدد لها المجال التي ستعمل به ، لكي لاتختلط بالرجال .
* المرأة العمانية ، هي التي تعمل في وزارات الخدمة المدنية ، وتشكل نسبة اكبر من الرجال فيه ، كعدد فقط ، اما عدد المناصب القيادة للمرأة في وزارات الخدمة المدنية فهو عدد مخجل إن ذكرناه .
( هذه مجرد امثلة والقائمة تطول ، وليس كل الرجال سواء ، فلكم في رسول الله اسوة حسنة فليتكم تقتدون به )
ماسلف ذكره ، كان مجرد مقدمة متواضعة ، اما ما لفتني في نقاشات هذا اليوم هو غياب الطبقة الوسطى ، واي خطر يهدد المجتمعات من غياب هذه الطبقة ، فهي صمام الامان المجتمعات ، وبصدق اراها تتناقص ، وهذا ليس حال المرأة فقط ولكنه حال المجتمع العماني ، الذي اراه يتمايز الا طبقتين ، فأما ان تكون في المخمل واما ان تكون في الصخام.
" قصة مؤثرة وعتب صغير "
لفتتني تجربة بائعة الورد التي عرضت تجربتها بكل تلقائية امام الحضور والتي ذكرتني بالقصة العالمية الشهيرة " بائعة الكبريت " ولفتني عشق هذه الفتاة للورد الطبيعي ورغبتها ان تخلق نجاحا بهذا الورد ،حين بدأت بسرد حكايتها ضحك الجميع معها وليس عليها ، فتجربتها رغم مابها من صعوبات الا انها لم تزد في نفس هذه الفتاة الا اصرارا ورغبة لتحقيق النجاح،فهاهي تقابل الضحكات على لهجتها القروية التلقائية ، بإصرار على سرد حكايتها الى النهاية ، لتنتهي قصتها بتصفيق حار ، وعندما ارادت وزيرة السياحة الفاضلة التعقيب على قصتها المؤثرة قالت : " في تجربة ناجحة لوحدة امريكية ، في دالاس ، اسمها ماري ..... " لن اكمل قصة " ماري " الناجحة ، لأنها ببساطة لا تعنيني ، فالمواطن الامريكي حتى وان اختار الفقر والتسول مازالت الدولة تمنحه امتيازاته كمواطن !! فهناك فرق كبير بين الرستاق ودالاس يا صاحبة المعالي . اذن كان هناك من يتحدث من برج عاجي ، وهناك كائن بسيط كان يعيش على المعونة الاجتماعية ، وخلق نجاحا لا يقارن بما حصلت عليه ماري من ملايين ، فبائعة الورد الرستاقية لن تحظى بالملايين ، هي سعيدة بمئات من الريالات ، فمن لايفرح بمئات من الريالات وهو الذي كان يعيش على عشرات ريالات اسر الضمان الاجتماعي .
واخيرا ، فخورين بالمرأة اينما وجدت ، كوزيرة وكسفيرة ، وكبائعة ورد ، وكبائعة خبز . وأتمنى ان نرى من هن في المنتصف ، لكي لانتفاجئ مرة اخرى بخطاب فتاة قروية يقارن بتجربة إمرأة في دالاس الامريكية ، فنحن في عماااان وليست عمان كأمريكا ابدا .
هنيئا للمرأة بجلالة السلطان ، وله ان يفخر بها كما تفخر هي به دائما وابدا .
الصور :
إلتقاط : مسقطية الهوى
السبت 17-10-2009 يوم المرأة العمانية