أنقهرت بشدة بعد ان صادفني اليوم خبر إيقاف إستلام طلبات الكسارات والمحاجر من قبل وزارة التجارة والصناعة . لا تخافوا ما اريد اقدم طلب ، ولا اريد شي من هذا كله !
ذكرتني بالمفاجأة التي حلت بي حين رأيت الاعلانات التحذيرية ضد المحافظ الوهمية ، والمحاضرات والندوات التي أقيمت " بعد ان حطم الفأس الرأس " . لم تكن هذه الجهات تغط في نوم عميق ، بل كانت على علم بكل ما كان يدور ، وربما كان منهم من أنضم لهذه المحافظ .
أتعلمون ما هو " الوهم " ان نقول ان كل شيء على ما يرام ، وما يصير شي ، وهذا رجال نعرفه ،و ما معقولة " ينصب ويحتال علينا " ، وبعدين جلسوا صيحوا ؟!
ورغم هذا الغضب ، دافعت دفاعاً مستميتاً الذين خدعوا في المحافظ او " المنصوب عليهم " . فلا أحد يغامر بحر ماله وقوت عياله ، إلا اذا كان بحاجه لذلك المبلغ الاضافي ، ليسد حاجة شيء اساسي " ربما بيت ، ربما قطعت ارض ، ربما سداد قسط السيارة ، ربما جمع ما يمكن جمعه لإستيفاء متطلبات الزواج "
على الأقل هذا المواطن البسيط ظن ان لا اثم عليه من المشاركة بالمحافظ ، ربما ببساطة لأن الشيخ احمد ما حرم الموضوع او نهى عنه ! نعم فلو قال الشيخ احمد وقال المحافظ تتاجر بأموالكم بالحرام ، وفيها غسيل أموال ، وفيها وفيها لكان الكل أمتنع . نعم هذا العماني البسيط ، لا تخاطبه فتقول : تو معقول حد تعطيه 6 الاف ويعطيك شهرياً 600 ريال ، لا تخاطبه بلغة الارقام وعدم معقولية ارقام الأرباح ! ، والتي قد يقول " الشبعان "عنها : هم خسوف لو ماخسوف ، حد يصدق هذا الكلام ! عيني عينك كذب واحتيال . أما المواطن المنصوب عليه ، فهو في حاجة والذي في حاجه لا يرى هذه الحقائق ولا البراهين .
لماذا اتكلم عن المحافظ ، وانا اريد الحديث عن الكسارات ؟! لا اعلم . ولماذا انا جادة نوعاَ ما ايضا لا اعلم ؟ ربما لأنني اصبت بخيبة قوية حين دافع احد الزملاء عن الطبقية ، حين كنت ارد على قوله " عبد " الذي نطق بها بأن هذا كان زمان ولا مافي شي اسمه " عبدي ، وعبدك " الحين ، فرد : اتحداك لو واحد عنده صك شرعي يثبت ان له عبيد حد يحررهم منه ، بل اضاف ان حتى الحاكم لا يقوى على تحرير شيء إشتراه شخص ما !
بدأت أشك ان الذي يقف أمامي يحمل شهادة جامعية من الخارج ؟! بدأت أشكك إنني أعيش في هذا العصر؟ وقلت : ليكون انا سبقت عصري وزماني ، ليكون انا اصلا " جارية " وعلى بالي اني " مسقطية الهوى " الحرة !
هذا الشي نغصني ، وانا لما اتنغص اتذكر الأمور الباعثة للتنكد والمثيرة للدموع . لما شفت ايقاف طلبات الكسارات والمحاجر ،قلت في نفسي احنا ما دايماً نعصب على اصحاب " المعالي " ، بس احيانا الي أقل من معالي ومدراء عموم وغيرهم ، يرتكبوا تجاوزات .
لازم نقتنع ان الفساد فساد ، وان إلي يقولك ترا معاليه يضرب ملايين فكرشه ، فحلال اني اترزق بكم ريال . فهذا يبغاله ضرب بخيزران . لأن ما معقوله ، نتبنى فكرة ، الكبير يغلط ، فأنا صغير معذور .
وياخوفي إننا مشغولين نفتح ملفات الكباريه ومخلين الصغاريه ينخروا في المؤسسة مثل " الرمة " .
طيب " والحل " .
من وجهة نظري العماني كونه الاقل دخلا في دول الخليج ، مواطن ما مرتاح ماديا . تحسين مستوى الدخل مطلب ضروري إن كنا نصنف انفسنا كدولة " خليجية " ! . أصلا المفروض نخاف على العماني يجيه إنفصام في الشخصية ! دولة خليجية بس في نفس الوقت يلقبونا " بهنود الخليج " لأننا نصدر العمالة الوافده لدول المجلس في الوقت الي نستجلب العمالة الوافدة عشان تتأمر على العماني وتطفشه من بلاده . يمكن حد يعيش في احلامه الوردية يقول : يغاروا منا .
على أيش ياحسرة يغاروا منك ؟!
وهنا تصدق مقولة " اننا اسعد شعب خليجي " :)
احيانا اقول ان " العماني دمير بطبعه " . فهو يمتلك إرثا لا يحسد عليه من الحسد " وهذي حقيقة " واظن السبب فيها التمايز الطبقي بين فئات المجتمع ، وتعزيز مبدأ القبيلة ، وان نصيبك من المشاركة في الوطن مرهون بأصل قبيلتك وفروعها . والعماني خلاص هذي الفكرة انحفرت فيه وجرت مجرى الدم . لدرجة انه يدافع عنها لا ارادياً مع انها تمثل مصدر ضرر عليه ووبال عليه . هههه تذكرت " وبال " اسم احدى البلدات العمانية ، احاول اذكر غيروا الاسم لأيش ؟ اممم ما قادره اذكر يمكن " وصال " كلمة لطيفة ، بدل " هالأسم الأزعر " . هههه ما اعرف ليش لما تخطر على بالي " وبال " أحس انها مصدر إلهام ، واتخيل شاعر شعره رمادي منفوش يقولها كلمة " وبال " بكل حب وشاعرية ، وفجأة يصرخ وجدتها : بسمي ديواني الجديد " وبال " .
من حقه نظره المثقف للكلمة غير عن نظرة الشخص البسيط ، يعني انا مثلا ما مثقفة اسمع ان في ديوان اسمه " وبال " بتقلب من الضحك . " قال وبال قال " .