أخذني الحنين إليه الليلة . دفتري الأخضر العتيق ، هذا الذي يحمل حماقاتي وأحلامي القديمة، ارى مافيه ، ولا تعنيني التصنيفات العقيمة شعر ، قصة ....الخ . صادفت عيني أسطرا أعادت ذكريات قديمة ، وقلت هل أتبنى ذات الفكرة اليوم ؟!
أظن ان إجابتي ستؤجل طويلا . لا لشيء . ولكن ربما لأنني لا أستطيع ان أرى وطني بصفاء سماءه ونقاء مياهه . شيء ما يعكر صفحته أمام ناظري . ليتني اراك كما ارى عشقي لك . واضحا ً جليا ، كنصل مصقول على ثقة انه ان لامس شعرة من اعداءك ارداه قتيلا .
يسرق سمعي الآن صوت جاهدة وهبة تغني شعر رابعة العدوية وتقول :
" فليتك تحلو والحياة مريرة وليتك ترضى والأنام غضاب "
" وليت الذي بيني وبينك عامر وبيني وبين العالمين خراب "
" اذا صح منك الود فالكل هين وكل الذي فوق التراب تراب"
ولكن مالذي كتبته ، ليستحضر كل هذه الذكرى؟ !
هذا ماكتبت وأود حقا ، ان اكتب عكسه تماما ، ان اكتب نقيضه ، ليصير وطني ذلك اتمنى . من حال بيني وبينك ياوطني ؟! له دعوات الأنتقام من الآن وحتى الفناء .
في ارضنا ،، نخاف كلما رأينا النور
نلتحف ونتغطى بالظلام
مسموح لك ان ترى وان تستخدم الآذان
ولكن اياك ثم اياك
ان تبادر بالكلام
وأنا سأتكلم ياوطني ،لأن صمتي ليس بأمر منك ،وانما رغبات وامنيات غيرك . لأن بوح لسانك اسمعه جيدا ، وما اسمع من المتحدثين بأسمك لايشبهك ابدا . ماذا تبقى اذن ؟!
ياوطني ، تبقى الكثير . نحن من بقينا ، وسنبقى لك وحدك .